تابع العالم بإهتمام بالغ ما يحدث في إيران خلال الأسابيع الماضية مراهنا ً الجميع على سقوط هذا النظام الخبيث, فهذا العالم لم يـُعد يستطيع الإنتظار أكثر على هذا النظام الذي بات يهدد كل أركان الأرض بأعماله الإرهابية المدمرة ليس فقط في المحيط العربي بل بكل ركن من أركان الأرض, فلا نكاد نسمع بلبلة هنا أو هناك إلا ويتكشف بعد ذلك بأن هذا النظام الخبيث وراءها وسط دهشة وإستغراب عربي وإسلامي للمدى الذي قد يصل له هذا النظام .
أنا شخصيا ً أتابع بشغف ما يحصل هناك وأمام كل مشهد أراه يحدث في إيران أستذكر ما حدث في لبنان فما اشبه اليوم بالأمس ..... فكل تفاصيل الحرب الإيرانية في لبنان باتت تراود كل لبناني الآن ...... ما أشبه اليوم بالأمس عندما يـُمهل الله ولا يُهمل, فجميع اللبنانيين يشاهدون ما يحدث أمام أعينهم في إيران وكأنه فيلم مكرر لما حدث في لبنان, فكل ما فعله أحمد نجاد في لبنان ينقلب عليه الآن بحذفيره وبكل تفاصيله :
إنقلبوا على لبنان ودمروه وقتلوا اللبنانيين في سبعة أيار وها هو المشهد الآن يتكرر أمام أعيننا في إيران حيث يـُقتل الإيرانيين بأيدي أحمد نجاد وحتى من أتباعه الباسيج .
إنقلبوا على رئيس وزراء لبنان الصامد فؤاد السنيورة وحاصروه وكبلوه وخونوه بأنه يهودي وصهيوني وها هو اليوم نجاد في حصار مميت فهو معلق ليس برئيس بعد وليس برئيس سابق أنه معلق بإنتظار أمرين حلوهما مر فإما إعادة إلإنتخابات وإما إسقاط النظام وكلا الآمرين يشكلان خطر عليه, وها هو الآن نجاد تظهر جذوره اليهودية الصهيونية التي حاول إخفاءها ولكنها مابرحت أن ظهرت أمام العوام ليـُظهر الله من هو اليهودي والصهيوني حتى ولو تم إيقاف الصحافية البحرينية الشجاعة التي كشفت هذه الحقيقة وكتبت عنها بجرئة في إحدى الصحف البحرينية التي تم إقفالها بسبب هذه الفضيحة.
صالوا وجالوا في لبنان بواسطة ذراعهم الخبيثة المسماة بحزب اللات بوصفهم على مدار الثلاث سنوات رئيس حكومة لبنان الصامد السنيورة بأنه غير شرعي وغير دستوري وغير قانوني وها هو الآن زعيمهم نجاد يترنح فإما أن يسقط أو أن يستمر في الحكم مع ملازمة هذا اللقب له بأن غير شرعي وغير قانوني وغير دستوري...... فلو إستمر حكمه فستظل هذه التسمية ملازمة له في إعادة للتاريخ تكاد تكون ساحقة لما يحدث الآن في بلاد أحمد نجاد الدكتاتور.
الشماتة وكل الشماتة الآن تنبع من قلب كل لبناني ولبنانية ذاقوا بطش وفحش وإضطهاد أحمد نجاد لهم في بلادهم تحت يد ذراعه الطولى والخبيثة في لبنان حزب اللات, نعم إننا شامتون حتى ولو كان هناك ضحايا يتساقطون كل يوم في شوارع طهران ونعم شامتون حتى ولو أعتقل آلاف الإيرانيون في الشوارع ونعم شامتون حتى ولو فـُقد المئات من الإيرانيين وأختفوا ...... نعم شامتون لأن كل من يُِؤمن بولاية الفقيه هو عدونا وظالمنا لأنه بهذه العقيدة يريد تدميرنا وسحقنا كوننا عربا ً وسـُنة ....... على الإيرانيون أن يضحوا بأنفسهم لكي يـُزيحوا هذا الطاغية الفاجر نجاد الجاثم فوق صدورهم .
ما أشبه اليوم بالأمس يا نجاد فما يحدث اليوم في إيران أظهر كم كان هذا النظام هش وضعيفاً ولا قيمة له عكس ما ظن العالم بأسره أن لا يمكن لهذا النظام أن يـُكسر فها هو يتم كسره من قبل أبناءه وأعمدته ونساؤه وبالأخص نساؤه اللاتي ذ ُقن عنصريته وظلمته.
اليوم يأخذ كل لبناني ولبنانية حقهم..... اليوم يـُشفى غليلي وغليلك وغليل كل لبنان, راهن الجميع على سقوطنا وصمدنا وبقينا رغم كل محاولات إسقاطنا ولم نرد على هذا النظام لأنه أقوى منا ولم نستطع مجاراته ببطشه وها نحن الآن نتفرج عليه وهو يقضي على نفسه بنفسه ...... قال أحدهم ذات يوم بأن الشر أقوى من الخير ولم يكن الخير يوما ً قويا ً وكل مرة يتم فيها القضاء على الشر يتم من قبل الشر نفسه فالشر يقضي على نفسه ولا يقوم الخير أبدا ً بالقضاء عليه ...... فالخير يقوم فقط بالتفرج على الشر وهو يكبر ويتفرج عليه وهو ينتهي ليتعلم الدرس بأنه الخير باقي حتى ولو بدون قتال .
سواء إنتهى أحمد نجاد أم لينتهي فلم يعد هذا بالآمر المهم فكلا الحالتين أساءتا له وضربته بالصاع صاعين ..... فإما أن يسقط وإما أن يبقى الرئيس الإيراني الغير شرعي والغير دستوري والغير قانوني والمطعون بإنتخابه, وظهرت حقيقة هشاشة وضعف وإنفراط هذا النظام وهذه الأمة .....ي كفينا هذا وحسب حتى الآن .
وصدق الله العظيم القائل :
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء [ابراهيم: 43،42].
وقوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم: 45،44].
ففما أشبه اليوم بالأمس حقا