28‏/12‏/2012

وثائق بريطانية: حافظ الأسد وعد بعدم تحريك قواته عند غزو اسرائيل لبيروت





كشفت صحيفة “القبس” الكويتية وثائق بريطانية افرجت عنها رئاسة الوزراء البريطانية وتناولت المفاوضات التي دارت حول لبنان لجعل الجيش الاسرائيلي ينسحب من بيروت واخراج الفصائل الفلسطينية المسلحة منها، والدور السوري الخفي الذي رعاه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، وتناول تصفية حسابات مع الغرب ومع رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات مع دول عربية مجاورة ومؤثرة، وكيف انه لم يلتفت الى معاناة من كانوا يُقتلوا يومياً في بيروت المحاصرة، محاولاً الحصول على مكاسب سياسية.
وتُظهر وثائق، التي كشفت عنها “القبس” ومصدرها مراسلات وتقارير رفعت الى رئاسة الحكومة البريطانية عن مجريات المفاوضات لرفع الحصار عن بيروت التي شارك فيها الموفد الأميركي فيليب حبيب، كيف رفض عرفات نقل قواته من العاصمة اللبنانية الى دمشق، وكيف ابلغ مفاوضين عربا رفضه وضع عنق القضية الفلسطينية “في ايدي الأسد الماكر الخبيث الغدار”.
وكشفت الوثائق كيف اعطى الأسد ضمانات للأميركيين بعدم تحريك اي قوات للدفاع عن الفلسطينيين واللبنانيين في بداية الغزو الاسرائيلي للبنان في السادس من حزيران 1982 طالما التزمت اسرائيل اهدافها باقامة منطقة آمنة داخل الاراضي اللبنانية وعلى امتداد 40 كلم من دولة اسرائيل مع لبنان.
ومن ابرز ما حدث في تلك السنة، وفق الوثائق التي اقتصرت على مراسلات رئاسة الحكومة من دون وثائق وزارة الخارجية الدسمة والمراسلات بين السفارت البريطانية ولندن، محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن شلومو أرغوف في الثالث من حزيران 1982 امام فندق دورشستر في مايفير واصابته برصاصة في الرأس جعلته يقع ارضاً مغمى عليه امام جمع كبير واطلق حراس السفير النار على “الشخص الشرق اوسطي الملامح الذي اصيب في الرأس في حين هرب اثنان كانا معه في سيارة وتم توقيفهما لاحقاً في منطقة بريكستون” كما ورد في تقرير رُفع الى رئيس الحكومة البريطانية مارغريت ثاتشر.
وأظهر تقرير ثالث أن المجموعة (الثلاثة) من التابعية الفلسطينية والأردنية والعراقية، ويدعى الأول حسين غسان سعيد، والثاني مروان البنا، والثالث نواف الروسان، وهم من أتباع صبري البنا، المعروف باسم “أبو نضال”، الذي انشق عن حركة “فتح” وشكل تنظيم “المجلس الثوري”. وتبين لاحقاً أن الثلاثة كانوا ينوون أيضاً إطلاق النار بعد أيام على ممثل منظمة التحرير في لندن نبيل الرملاوي.
وأدى الحادث إلى إرسال إسرائيل، التي كانت في ظل حكم رئيس الوزراء مناحيم بيغن ووزير الدفاع ارييل شارون، طائراتها لقصف مناطق لبنانية كانت تخضع للسيطرة الفلسطينية في غرب بيروت قبل أن يأمر ارييل شارون بإطلاق حملة عسكرية لغزو لبنان وإبعاد الفلسطينيين عن الشريط الحدودي ومنعهم من القدرة على إطلاق صواريخ على إسرائيل من لبنان. وتطور الغزو لاحقاً بدخول القوات الإسرائيلية العاصمة اللبنانية لتكون المرة الأولى التي تدخل فيها قوات إسرائيلية عاصمة عربية.

19‏/12‏/2012

دراكولا يصبح نباتياً


جزار الشعب السوري


طاغية الشام

إلى متى؟


كل الحق على الأهالي


08‏/12‏/2012

لا يمكن للإنترنت أن يكون مرجع إحصائي دقيق ويُعبر عن رأي المجتمع لأسباب وجيهة وعميقة وواضحة


"وهكذا يدفعنا التقارب الشديد بين المؤشرات التي تم استخراجها من الإنترنت مع النتائج الفعلية على الأرض إلى القول بأنه يمكن أن تكون مرآة لنوايا المجتمع بصفة عامة وليس تجاه الانتخابات فقط أو أي قضية أخرى بذاتها، وأن الإنترنت في طريقها لأن تصبح مستقبلاً مصدراً رئيسياً للتعرف على نوايا مجتمعات وشعوب العالم أجمع، وأنها تتحول شيئاً فشيئاً إلى ساحة الصراع الكبرى، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وسياسياً، والأمر متروك فقط لمن يستطيع أن يرصد ويتابع ويحلل ثم يتخذ قراره في هذا الاتجاه أو ذاك، ليس فقط في الانتخابات وإنما في كل شيء، بدءاً من بيع الحفاضات إلى السيطرة على العقول والأوطان".
****
هذا ما كتبه أحد الكُتاب المهتمين بنتائج الإنتخابات الإلكترونية، كخاتمة لموضوع تحليلي مكوّن من صفحتين، إستنتج من خلالها بأنه يمكن أن تكون نتائج الإستفتاءات على الإنترنت مؤشر جيد لمعرفة نتائج الإنتخابات أو نتائج أي إحصاء يمكن إجراءه مستقبلاً.
الحقيقة أن الكاتب مصيب فيما ذهب إليه في عدة نقاط من التحليل ولكن غفل عنه عدة أسباب جوهرية تِقنية يمكن أن تكون سبباً للتزييف الإحصائي وهي ما تجعل نتائج الإستفاءات أو الإحصاءات على الإنترنت غير حقيقية ولا تعبر بالضرورة عن رأي المجتمع الفعلي، ويمكن شرح ذلك بعدة طرق:
أولها، أن عملية ضبط عدد الأشخاص المصوتين عبر الإنترنت عملية صعبة، بمعنى جعل كل شخص يصوّت مرة واحدة فقط.
فمثلاً عند إجراء تصويت على مَعْلَمْ ما (صرح أو مبنى تاريخي أو تراثي أو طبيعي) في العالم ويُطلب من المصوتين أن يصوّتوا له، فإن أي شخص يمكنه أن يدخل ويصوّت بالعدد الذي يريده، فمثلاً يمكنني أن أدخل وأصوّت لعجائب الدنيا السبعة عبر الإنترنت وأختار مثلاً مغارة جعيتا وأقوم بالتصويت لها 50 مرة أو 100 مرة بأسماء وإيميلات مختلفة، بمعنى أن شخص واحد بإمكانه أن يصوّت بدل 50 شخص لذات المعلم, وعند فوز مغارة جعيتا بالتصويت بعدد مليون صوت، فسيستند القيّمون على التصويت على عدد التصويتات على الإنترنت بالقول بأن عدد الذين صوّتوا لمغارة جعيتا هم مليون شخص، فيما العدد الفعلي للذين قاموا بالتصويت لا يتجاوز الـ 500 ألف شخص، وبالتالي لا يكون التصوّيت مستند على واقع حقيقي.
ثانيها، أن هناك بعض المواقع تقوم بإجراءات أكثر حماية وأكثر مصداقية كأن تقوم بتركيب بعض التقنيات بحيث لا يمكن للشخص أن يُصوّت إلاّ مرة واحدة عبر إيميل واحد ومستخدم واحد، مستندة بذلك على "المُعرف الشخصي" أو ما يُعرف بالـ IP وهو مُعرف واحد لكل جهاز كومبيوتر بحيث يُعتبر كبطاقة الهوية التي لا يمكن لصاحبها أن يدخل بأكثر من اسم, وبالتالي فإنه في كل مرة يقوم بمحاولة الدخول إلى نفس الموقع والتصويت مرة أخرى يتم رفض طلبه بإعطائه رسالة معينة مفادها: "لا يمكنك التصويت, لقد سبق وقمت بالتصويت" وبالتالي لا يمكنه التصويت مرة أخرى....ولكن..... هذه التقنية المستخدمة في كثير من المواقع الإلكترونية والتي يتباهى بها عدد كبير من أصحاب المواقع بالقول بأنها محصنة ولا يمكن للمصوّت أن يقوم بالتصويت بأكثر من مرة وبالتالي فإن نتائج الإستفتاء على موقعهم صحيحة مائة بالمئة وبالتالي فهي حقيقية, - فإذا استبعدنا نظرية المائة بالمائة ووضعناها جانباً حيث لا يوجد شيء في الكون يكون مضمون مائة بالمائة - فقلد فاتهم عدة أسباب تُطيح بنظريتهم هذه:
فيمكن لنفس الشخص وهو جالس على نفس الكومبيوتر أن يدخل ويُصوّت بخمسين ومائة مرة حسب ما لديه من وقت فراغ ليقضيه في عملية التصويت عن طريق:
- إما برامج معروفة ومتخصصة وشهيرة وثَبُت باعها الطويل في ذلك ليقوم بإخفاء "الإي بي" الخاص به IP واستبداله بـ "آي بي" آخر وخداع تلك المواقع والقيام بالتصوّيت مراراً وتكراراً حتى يمل.
- وإما بطريقة أخرى بدون إستخدام هذه البرامج عبارة عن الدخول إلى ملفات مخفية داخل أنظمة ويندوز وجلب إحدى الملفات النصية المعروفة بـ "TXT" والتعديل بها وبالتالي محي أو حذف "الآي بي" الذي تم الدخول به إلى الموقع والتصويت والدخول مرة أخرى إلى الموقع بـ "آي بي" جديد وبالتالي التصويت من جديد.
- وإما بالدخول إلى الريجستري الخاص بالجهاز (وهو عقل الكومبيوتر وذاكرته كما يُسميه البعض) وحذف بعض الإعدادات والأوامر من داخله وعمل "ريستارت" أي إعادة تشغيل للجهاز وبالتالي إعادة التصويت.
- وهناك طريقة أخرى أسهل بأن يدخل المُصوّت للتصوّيت من عدة كومبيوترات مختلفة من داخل مقاهي الإنترنت "Café Net" والتي تحتوي كومبيوترات عديدة, والتصويت مرة من كل جهاز كومبيوتر, لأن كل جهاز كومبيوتر له "آي بي" خاص به, طبعاً بعض المقاهي تستخدم "آي بي" موحد لكل الأجهزة بحيث يكون الـ "آي بي" الرئيسي موزع على باقي الأجهزة, ولكن بعض المقاهي الأخرى لا تهتم بهذا الأمر فتستخدم "آي بيات" (جمع آي بي) (IPS) مختلفة لكل جهاز على حدة.
وبالتالي فإن المرشحين للإنتخابات والذين يملكون قدرات مالية كبيرة ولديهم أشخاص محترفون في مجال الإنترنت والكومبيوتر فلا بد أن يستخدموا طرق عديدة لزيادة نسب التصويت على الإنترنت وقد يكون ما ذُكر أعلاه أحد هذه الطرق.
****
وأيضاً هناك حقيقة أخرى أستند عليها الكاتب وهي غير صحيحة بتاتاً, وهي أنه تتبع عدد الأشخاص في محركات البحث الذين قاموا بالبحث عن موقع حزب معين أو جريدة معينة, وبناء عليه فإنه استنتج أنه: إذا كان عدد الأشخاص الذين زاروا موقع الحزب بدون أن يصوّتوا حتى, فقط قاموا بزيارة الموقع فقد استنتج أنهم يريدون القراءة عن الحزب ومعرفة معلومات عنه وبالتالي التصوّيت له. غائباً عن بال الكاتب الكريم أن زيارة الموقع لا تعني بالضرورة تأييده أو إعجاباً به أو حتى التصوّيت له, فقد درجت العادة منذ سنين عندما كنت إحدى العضوات في منتدى "تيار المستقبل" على الإنترنت وهو من أشهر المواقع السياسية على الإنترنت, أن كان الجميع يذهب لموقع جريدة "الأخبار" لكي يقرأها, وكان عدد قُراءها من تيار المستقبل يفوق عدد قُراءها من التيارات الأخرى الموالية لها, وهي جريدة معروفة بعمالتها لسوريا, وبعدم صدقيتها, وبأنها الناطقة الرسمية بإسم النظام الديكتاتوري في سوريا رغم أنها لبنانية المظهر, وعندما تسأل عن سبب دخولهم جميعاً إلى تلك الجريدة رغم "عدم مصداقيتها" فيكون جوابهم: "بدنا نعرف شو آخر كذبة طلّعتها لحتى نرد عليها" إذن هم يُقرون بأنها تحمل سياسة وتوجه مختلف عنهم ويُقرون بأنها جريدة غير وطنية والأكثر طرافة بأنهم يُقرون بعدم صدقيتها ومع ذلك يدخلون على الموقع ليقرؤها, وهذا بالتالي يؤكد أن دخولي إلى موقع معين لا يعني بالضرورة إعجابي به ولا يعني بالتالي بأنني سأقوم بالتصويت له ولا يعني بتاتاً أنني من مناصريه وبالتالي هذه المُسَلّمَة تضرب بعُرض الحائط نظرية الكاتب بأن عدد الذين دخلوا الموقع هم من مؤيدي الموقع وهم سيصوّتون للحزب, فالخلاصة النهائية لما سبق مفادها: "عدد زوار الموقع لا يعني مطلقاً التصوّيت للموقع أو التأييد له".
وما ينسحب على السياسة ينسحب على الأمور الأخرى, فمثلاً عبر شاشات التلفزيون ومن خلال البرامج المسماة ببرامج "الواقع" أو تلفزيون الواقع Reality TV حيث يتم التصوّيت كل أسبوع للمشتركين ومن يحصل على نسبة أقل يخرج من البرنامج, ولا يخفى على أحد بأن كل متنافس من المتنافسين المشتركين في البرنامج لديه آلة انتخابية مكونة من أهله أو أصدقائه تقوم بالتصوّيت له عدة مرات, حيث يتبرع أحد أقارب المشترك كأن يكون أخاه أو أخته بالتصويت له ليلة كاملة بحيث يعطيه مائة أو مائتين صوت باليوم أو الليلة الواحدة, وقد ظهر ذلك واضحاً من خلال أحد الاتصالات التي وردت إلى أحد البرامج الشهيرة في هذا المضمار, حيث أتصل أحد الأشخاص بأخاه قائلاً له: "ما تعتل هم, راح يكون إلك تصويت كبير الليلة لأن أنا وأصحابي سهرانين طول الليل لحتى نصوتلك" وهو بالتالي ما يُثبت أن عدد الأصوات التي يحصل عليها هذا المشترك لا يعني أنه يُمثل عدد الأشخاص المعجبين بصوته الآخاذ.... وهو مثال يتكرر مراراً وتكراراً على شاشات التلفزة.

ويحضرني هنا بعض طرائف التصويت عبر الإنترنت، والتي حدثت منذ سنين قليلة في إحدى البلاد النامية التي أجرت استفتاءاً على الدستور عبر الإنترنت، بأن ظهرت النتائج بشكل سخيف جداً ومضحك للغاية، حيث ظهر أن عدد الذين صوتوا على تغيير دستور بلادهم كان أكثر من عدد سكان البلاد، أي أن عدد الأصوات كان أكثر من عدد السكان, وبالتالي حدوث عملية تزوير واضحة وجلية للتصوّيت.

وهو ما يُذكرني أيضاً بالإنتخابات اللبنانية التي حدثت مؤخراً بين 14 و8 آذار عندما ظهر أن إحدى القرى الجنوبية التابعة لما يُسمى "حزب الله" كان عدد الأصوات فيها والتي كانت لصالح حزب الله كانت أكثر بضعفين ونصف من عدد سكان البلدة، في تزوير صارخ وسافر لعدد الأصوات لتلك البلدة، وما ينطبق على الانتخابات النيابية على أرض الواقع ينسحب على الانتخابات الإفتراضية عبر الإنترنت.

وبالتالي فإن نظرية أن التصوّيت عبر الإنترنت يُعبر عن رأي الشعب أو عن رأي فئة معينة هي نظرية فاشلة ولا تمت للواقع بصلة، وهو ما يدفعنا إلى عدم الأخذ بتلك النتائج بشكل جدي إلا على سبيل اللعب أو اللهو أو التسلية، وهو ما يحدث في الكثير من المواقع الفنية وما شابهها من المواقع الهزلية.
غابات الآرز