07‏/10‏/2010

تبا ً لهذا الإعلام الجاهلي .....

تداولتُ في هذه الشبكة العنكبوتية سنين طويلة لاحظت خلالها أن اللبنانيون _أو الذين يزعمون أنهم لبنانيون_ الذين يكتبون في جميع المنتديات اللبنانية يكتبون أرائهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بطريقة قاسية تعبر عن استهجانهم للوضع السياسي القائم في البلاد بطريقة يزدرون فيها لبنان وكل ما هو لبناني واستعمالهم لكل كلمة مقيتة عن بلدهم ظانين أنهم يعبرون فيها عن الوضع السيئ فيه ويخرجون بعض فشة الخلق فوجدت أحدهم يقول :
بلبنان كل شي سيء .....
بلبنان كل شي فاسد
بلبنان كل شي مغشوش

والآخر يتفصح:
لبنان كله رشوة
بلبنان الحياة بتئرف

والثالث يتفلسف
بلبنان السرقة حلال
بلبنان ما في كرامة للإنسان

بلبنان كذا وكذا وكذا, وهلما جرا من هذه الألفاظ المعيبة التي ما تعيب إلا أصحابها ..... حتى أصبحت هذه الكلمات هي الثقافة التي يتحدثون بها ليل نهار, وقد بدأت هذه الثقافة الجاهلية بالانتشار بين اللبنانيين داخل بلدهم, بل لقد تعدت التجمعات العائلية والأصدقاء لتكون اللغة الرسمية لعدد من الجرائد والمجلات, ومما زاد الطين بـِلة وصول هذه الثقافة الجاهلية إلى وسائل الإعلام, حتى أن هناك قنوات لبنانية وبل برامج بعينها خـَصصت كل جهدها ومالها وساعاتها الفضائية في استعمال هذه الثقافة الجاهلة وتقديم كل كلمة معيبة بحق هذا الوطن على شاشات التلفزة العربية لا وبل الغربية, حتى أن بعض العرب بدء يستخدم هذه المصطلحات المعيبة بحق الوطن علينا, مستعينا ً بالكم الهائل والمخزون الكبير من الألفاظ المسيئة للوطن اقتبسها من أبناء الوطن أنفسهم, فبعض البرامج على التلفزيونات اللبنانية أو ما تدعي أنها لبنانية قد خـَصصت برامجها لإبراز كل معايب الوطن على الملاء جميعا ً بدون حصانة تحمي هذا البلد وبدون رقابة توقف هؤلاء المتجنسيين الذين كرسوا حياتهم لتشويه هذا البلد ذو الثمانية آلاف عام من الحضارة والثقافة والعلم, وزيادة منهم في الإجحاف بحق هذا الوطن فترى أصحاب هذه البرامج الجاهلة يدافعون عن برامجهم المخططة والمبرمجة بعناية لتشويه سمعة الوطن بأن ما يفعلونه هو كشف الغطاء عن هذه القضايا وإيجاد الحلول لها وغالبا ًما تكون قضايا بشعة لا يجب كشفها على الإعلام بأي شكل من الأشكال, لما لها من مردود سيء على الوطن والمواطنين وما لها من مفاسد ضررها أكثر من نفعها, ويبالغ في كلامه بأن هذا هو عمله وهذه هي صنعته أن يـُظهر كل شيء, ولكن عندما نشاهد كل ما يقدمونه لا نرى إلا الفضائح ولا نرى إلا كل ما يعيب الوطن دون أن نجد ولو خبر واحد أو برنامج واحد أو حلقة واحدة تتحدث عن شيء يبرز محاسن أو جماليات ومساهمات هذا الوطن عربيا ً ودوليا ً أو يبرز إبداعات هذا الوطن اليتيم الأهل, وحتى وإن أخطا أحدهم وقرر تخصيص نصف ساعة من برنامجه لكي يظهر جماليات هذا الوطن فسرعان ما يختم الحلقة بسيل من الانتقادات تمحي كل ما قدمه بداية الحلقة ويبدأ بالانتقاد حتى لتراث البلد وعاداته وتقاليده التي كونته قرون عديدة وهي العادات والتقاليد والثقافة التي يحاول اليوم العالم العربي تقليدها بأدق تفاصيلها لما لها من قوة في تجسيد الشخصية اللبنانية وثقافتها وذوقها ومرحها وتعاملها اللبق مع الآخر وحبها للحياة وتعلقها بنمط حياة ينفتح على الجميع ويقدر الجمال من حوله وإذا لم يجده يقوم بخلقه وابتكاره ويزيده جمالاً, حتى أن العالم العربي بدأت تظهر عليه في السنوات الأخيرة حالة اللبننة فأصبح الجميع يتحدث بالأسلوب اللبناني والمصطلحات اللبنانية لا وبل بتقليد حتى الشكل والملبس اللبناني, كما وأن هذه العادات والتقاليد هي الركيزة التي ترتكز عليها الأمة اللبنانية, ولكنهم عندما ينتقدون لا ينتقدون لما فيه خير البلد ومصلحته ولكنهم ينتقدوا لا لشيء إلا لكي ينتقدوا ولمجرد الانتقاد, فهذا ما تربوا عليه داخل بيوتهم وبين أهلهم وبيئتهم, حيث نُزعت من قلوبهم وعقولهم فكرة الانتماء إلى هذا الوطن وحبه والتعصب له. وقاموا بإلقاء اللوم عليه في محاولة جبانة للتهرب من المجرم الحقيقي الذي أساء إليهم, فما أسهل أن تُلقى التهم على الضعيف لعدم القدرة على محاكمة الفاجر الحقيقي لمجرد أنه يحمل سلاح الغدر ضد الحق.

فما ذنب لبنان العنصر الطبيعي الجامد الذي لا يعقل لا يأكل ولا يشرب ولا يفكر ولا حتى يتكلم بالسياسة اللعينة, لماذا لا يتم الإساءة للأشخاص الذين أساءوا فعليا ً لنا وللوطن؟ ولماذا لا يتم تسميتهم بأسمائهم وبكل ما قاموا به من مساوئ وفجور بحق هذا الوطن الخالد منذ 8 آلاف سنة؟ , لماذا كلما وقعت مصيبة نبادر نحن اللبنانيون (لستُ منهم, فأنا لا أقوم أبدا ً بلعن أو سب أو شتم لبنان فذاك عندي هو أشبه بسب القرآن الكريم وسب الله ورسوله وحاشا لي أن أفعل ذلك) إلى لعن لبنان وعيشة لبنان وحياة لبنان وقرف لبنان, وكأننا نريد أن نصاحب القرف والتخلف والفساد والجهل باسم لبنان البلد الحضاري الذي أعطى للعالم كل حضاراته, لبنان أول حضارة في التاريخ نقوم نحن بتشويهها بأيدينا خدمة لأعدائه المتخلفون, فما ذنب لبنان وما علاقة لبنان بجرائمنا, إذا أردتُ أن ألعن من سبّب ارتفاع الدين العام (على اعتبار أن الدين العام هو السبب الرئيسي الذي منع الاقتصاد اللبناني من فرصة اللحاق بالركب العالمي) إلى ما هو عليه الآن في لبنان وما نتج عنه من تحول لبنان إلى دولة لها ديون للخارج وبالتالي تسبب بتفشي الأزمة الاقتصادية السيئة في البلد وهجرة أبناء الوطن من النساء والرجال إلى الخارج, وتفشي الفقر والخراب والدمار والاكتئاب بين أبناء الوطن فعليّ أن أوجه لعنتي إلى ما يسمى بسورية, أليست هي المتسببة في سرقة 27 مليار دولار من الخزينة اللبنانية خلال الثلاثين عاما ً التي جسمت بها على صدر لبنان, هل نسينا الثمانية مليارات دولار التي قام المقبورغازي كنعان وحده بسرقتها, هل نسينا مؤتمر باريس الأول وما حصل به عندما قام مهندسه الرئيس الشهيد دولة الرئيس رفيق الحريري بصياغته وعندما حاول تنفيذه منعته الحكومة الاحتلالية السورية من تنفيذه إلا بشرط أن يُقدم لها الرئيس الشهيد اثنان مليار دولار من الكم مليار التي كان سيتم وهبها للبنان لكي توافق على السماح لهذا المشروع بالاستمرار, هل تناسينا كل هذا؟ هل تناسينا ما فعلته؟ وبدلا ًمن الاقتصاص منها نقوم بفعل جبان وخسيس لا يقوم به إلا الجبان والمستسلم للجهل ونقوم بلعن بلادنا وإهانتها وهي الضحية ونترك الجلاد والمجرم ..... ألم يكن يجدر بنا وهو الواجب بعد خروج هذا الاحتلال المتخلف من لبنان أن تقوم الدولة اللبنانية بمطالبة ما يسمى بسورية بدفع 27 مليار دولار كتعويض عن أكبر سرقة قامت بها دولة لدولة عبر التاريخ الطويل للأمم الاستعمارية, هذا بالإضافة إلى ما قامت به تلك الدولة المتخلفة من إرسال حشود مجندة من مخابراتها وعملائها السوريون تحت غطاء العمالة السورية في لبنان والسطو على وظائف عديدة لم يتمكن اللبناني من الحصول عليها حيث يزحف السوريون إلى لبنان ليل نهار ليأخذوا وظائف أهله بالقوة, أعتقد أنه يتوجب علي أن أروي هذه القصة التي حدثت في طرابلس الفيحاء لنرى مدى استبداد هذه العمالة المتخلفة والاستعمارية في أثناء وجودها على أرضنا قبل تطهيرها منهم, فما زلت أذكر هذه القصة عندما كنت طفلة, كان يمر بنا دائما ً رجل سوري عجوز وطاعن جدا ً بالسن ومترهل وكانت كثرة التجاعيد التي تملئ وجهه وتغطي عيونه تخيفني كثيرا ً منه, وكان يجر عربة صغيرة مصنوعة من الخشب يبيع عليها الخبز, وعندما كنا نمر بجانبه كانت أمي دائما ً تشفق على ضعفه وشيخوخته فكانت تعطيني مالا ً وتقول لي أذهبي وأشتري منه في كل مرة نمر به وكنت أرد عليها بالقول: ولكنه سوري (وهو ما كان يعني في لبنان بأنه مجرم وقاتل ومغتصب وسارق هذا كان معنى كلمة سوري لدينا في طرابلس في حينها), فكانت والدتي تقول لي بصرامة : " لا يا ماما هيدا رِجاّل خطيار ومسكين ما دخلوا بالردع مانك شايفتيه مافيه عم يجر العربة ما عندوا أولاد يساعدوه ولو ما كان محتاج وبهيدا العمر ما كان بيتغرب عن بلده وبيجي ببيع خبز عنا", وما أذكره أيضا ً أن أهل المدينة جميعا ً كانوا يشفقون عليه لأنه طاعن جدا ً بالسن وكانوا يشترون منه حتى لو لم يريدوا ذلك, فقط لكي تنفذ بضاعته بسرعة ويذهب إلى بيته باكرا ًويرتاح وذلك لوجه الله تعالى كما كانوا يقولون, وغالبا ً ما كان أهل طرابلس يقومون بدفع العربة نيابة عنه في كثير من الأحيان وهم يحدثونه حتى لا ينتبه إلى أنهم يحاولون مساعدته حفاظاً على كرامته وعنفوانه وحتى لا يشعر بالخجل, ظل أهل البلد فترة طويلة وهم يقومون بمساعدته ومعاملته وكأنه منهم وكأنه ابن البلد, وذات يوم كان يدفع العربة التي يبيع عليها في وسط المدينة في شارع التل حيث الازدحام على أشده في هذا الشارع الحيوي الذي يمثل نبض مدينة طرابلس, فجاءت سيارة ووقفت جانبا ً مما سد طريق العربة أمامه فنزل السائق وأغلق الباب وركض مسرعاً باتجاه البنك لكي يلحق به قبل أن يغلق أبوابه فقد أوشكت أوقات الدوام أن تنتهي ويغلق البنك أبوابه, وهو يجري بسرعة صرخ به هذا العجوز وبغضب أن يأتي ويزيل سيارته ولكن الرجل قال له دقيقة بس وبجي, فقال له عجوز النحس هذا: "شيل سيارتك وإلا بجبلك الردع ها", نعم ذلك الشحاذ ظهرت أنيابه المخبأة تحت جلده الشمط والمترهل والمسموم على هذا الرجل المسكين فصُعق كل من كان هناك من أهل الحي ولم يصدقوا أن هذا الكلام قد خرج من فم هذا العجوز, فلم يتوقعوا أن يكون رجل بعمره يقف بجانب قوات غاشمة يرى تماما ً ما تفعله من جرائم وفجور في حق هذه المدينة التي أحسنت إليه, فلو كان يعيش في بلده لوجدنا له نحن أهل المدينة العذر فهو في حينها لن يعرف ماذا يصنع أبناء بلده من جرائم آثمة في لبنان كما هم السوريون في بلدهم لا يعرفون شيئا ًمما يمارسه أولادهم الفجرة في لبنان, ولكنه يعيش هنا وبيننا منذ سنين طويلة ويرى ويسمع كل ما يفعله قومه بنا, لقد ظننا أن عجزه وكبره في السن قد يجعلانه يرى الحق ويقف مع أهله ولكن صـُدمنا عندما سمعنا منه تلك العبارة التي يهددنا بها وهو يعلم تماماً مدى جرحنا العميق الذي تسببت به هذه القوات المسماة بالردع (لا أعرف لماذا يسمون أنفسهم بالردع, ردع من والردع على من ولماذا), إلا أن الرجل صاحب السيارة لم يصدق كلام رجل عجوز تبدو الطيبة على وجه فاعتبرها تعصيبة بسيطة من تعصيبات كبار السن المعروفة وكان مستعجلا ً فدخل إلى البنك دقائق معدودة ثم خرج ليجد قوات الاحتلال الفاشي السوري وما كانت تسمى بقوات الردع وقد تكوموا وتكدسوا حوله وقد بدأت عيناه تلف يمينا ًوشمالا ًفقد عرف مصيره وبأن أمره قد انتهى فمن يحيط به هؤلاء المجرمون فإما أن ينتهي مقتولا ً ومصرانه ملقى بجانبه أو أن يختفي في مجاهل أحد سجونهم المنحرفة المسمى بسجن فلسطين (ولا أدري لماذا أطلقوا عليه هذا الاسم, فلو كنت فلسطينية لكنت طلبت من العرب إجبار ما يسمى سورية حاليا ً بتغيير اسمه إن استطاعوا فهذه إهانة لفلسطين وكل الفلسطينيين حيث يُعذب العرب في سجن يحمل اسم بلدهم الذي هو أساس القضية العربية ومحورها والذي بدوره يعاني أهله من أبشع أنواع الظلم والتعذيب, ألم يجدوا اسم آخر لسجنهم الشاذ هذا غير هذا الاسم, عروبة المقبور حافظ الوحش), فانهال عليه هؤلاء القطعان الهمجية ضربا ً وقتلا ًوشتما ًلأنه لم يعطي أحد مواطنيهم الشحاذين في هذا البلد لم يعطه طريقاً لبضع دقائق, وبعد الكم الكبير من اللكمات والاعتداء على هذا المواطن المسكين أُستعملت بها الأيدي والأرجل والكلاشينات المزودة بالخناجر, وبعد الكم الكبير والمخزون الثقافي السوري من الألفاظ النابية والقذرة بحقه وحق والده ووالدته وأخته ولبنانيته تركوا الرجل في الأرض مضرجا ً بالدماء بعد أن جردوه من كل إنسانيته, فألتم الأهالي عليه لإسعافه ودخل المستشفى وهو يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة, شاهد هذه الحادثة الأليمة جميع أهالي الحي الذين كانوا يشفقون على هذا العجوز الشمط والذي أحسنوا إليه طوال السنين التي قضاها بينهم وكأنه منهم لتنقلب شفقتهم وإحسانهـم له كرهـا ًوقرفـا ً.

وفي اليوم التالي قام مجموعة من شبان طرابلس سمعوا بما قام به عجوز النحس هذا فتلثموا وجاءوا إليه وهو يقوم بجولته التجسسية اليومية تحت ستار بياع الخبز في باب التبانة وقرب نهر أبو علي قاموا بالاقتراب منه وقام أحد الشبان بدفعه متقصدا ًذلك فرفع صوته ونفخ صدره بعد أن كان له صولة في إحدى المعارك التي انتصر بها بجيشه الفاسق قبل يوم وتسبب في مقتل شاب في عنفوان شبابه وقال لهم: " أنا سوري" (طز : تعليق من الكاتبة) (وكانت كلمة أنا سوري والعياذ بالله عندما يقولها أحد السوريون في لبنان تعني أن لديه دعم قوات الردع الفاجر, وأنه قادر على القتل والذبح والترصد لكل من يخالفه في القول والفعل ولن يستطيع أحد من مواطني البلد التشكي منه لا للدولة ولا لغيرها) فرد عليه أحد الشبان قائلا ً وهو يقترب منه : "وأنا لبناني" (أنعم وأكرم: تعليق من الكاتبة) فقال له عجوز النحس: " إيش يعني؟" فقال له :" يعني هيدي أرضي وهيدي مدينتي وهيدا طريقي وبمشي متل ما بدي ووين ما بدي" ثم قام مجموعة منهم بحمل عربته ورميها في نهر أبو علي بكل حمولتها وبكل ما تحوي حتى وقعت وتكسرت أمام ناظريه ثم حملوه وهو عاجز عن الدفاع عنها وأخذوه وساروا به ثم ألقوه خارج المدينة وهددوه إذا دخل مدينة طرابلس مرة أخرى فلن يجد الوقت ليتصل بقواته الفاجرة لتنجده, وبالفعل منذ ذلك اليوم اختفى عجوز السوء هذا ولم تعد طرابلس تقبع تحت تجسسه, حتى أن نسبة اعتقال أبناء المدينة من قبل قوات الردع الفاجر قد خفت بشكل ملحوظ منذ عملية طرده من المدينة.

هذه هي الوظائف التي كان السوريون يقومون بها داخل لبنان تحت ستار العمالة السورية في لبنان, التجسس على أهل المدينة والوشاية على أهلها, ليس هذا فقط بل لقد كانوا يحصلون على وظائف مهمة إما لقرابة تجمعهم بأحد عاهري قوات الردع أو لقيامهم بتهديد أرباب العمل بجلب قوات الردع إليهم إذا لم يقوموا بتوظيفهم وكانت أعدادهم تتزايد كل يوم عن اليوم الذي قبله بينما كان اللبنانيون لا يجدون عملا ً يقومون به وبالتالي إفراغ لبنان من أهله ومواطنيه الأصليين وإبدالهم بأقوام أخرى لا تشبهنا لا من قريب ولا من بعيد حتى ولو كانت عربية وحتى ولو كانت إسلامية كما تدعي, وليس أدل على ذلك من القصة التي تداولتها وسائل الإعلام قبيل اغتيال الرئيس الشهيد دولة الرئيس رفيق الحريري عن مغترب لبناني من الجنوب كان في الغربة فترة طويلة من الزمن وكوّن ثروة كبيرة ثم أراد بعد انتهاء الحرب العودة إلى بلده والمشاركة في بناءه وكانت هناك أزمة موسم التفاح حيث ضُرب موسم التفاح وضُرب المنتوج بالكامل فقام هذا اللبناني الوطني الغيورعلى بلده وأهله بتخطيط مصنع حديث يقوم فيه باستغلال هذا التفاح المضروب أفضل استغلال بما فيه مصلحة للمزارعين اللبنانيين وللبنان, وأثناء عمله جاءت جحافل الاحتلال المسمى بقوات الردع السوري الإجرامية إلى مكان المصنع وسألت عن ماهية المصنع وعمله فأخبرهم بكل ما لديه من معلومات بكل طيبة فلم يكن يعرفهم, فقد كان مغتربا ً ردحاً من الزمن زلم يكن يعرف عن إجرامهم شيئاً, فطلبت منه هذه الجحافل بأن يقوم بتوظيف 70 بالمائة من عمال المصنع من ما يسمى بالعمالة السورية والباقي يكون من اللبنانيين في محاولة وقحة ودنيئة واستعمارية للتحكم في مصير كل ما هو لبناني, فصُعق صاحب المصنع من هذا الأمر فلم يكن يدري المسكين وهو بالغربة مدى احتلال وبطش جنود الاحتلال السوري داخل لبنان, فغضب هذا الرجل الشريف والوطني وقال: "جئت إلى لبنان لمساعدة اللبنانيين المزارعين وفتح فرص العمل أمام أهالي منطقتي وليس لكي أوظف العمال السوريون, لديهم بلدهم تهتم بهم شو دخلني أنا فيهن", وفي فورة غضبه قرر التخلي عن المشروع بكامله وقفل عائدا ًمن حيث أتى .

وعود على ذي بدء نقول: إذا أردت أن تلعن من تسبب بتفشي الفقر في لبنان وعدم تنمية المناطق اللبنانية وعدم السماح بخلق فرص عمل لنساء ورجال لبنان وإجبارهم على الهجرة لتأمين لقمة العيش فعليك أن تلعن وتشتم وتدعو على الجهة الصحيحة التي تسببت بكل ذلك, إنها الجارة المسماة سورية حاليا ًوليس لبنان أيها الحاذق.

إذا أردت أن تلعن من قام بذلك كله فعليك أن تلعن هذا الحزب الإيراني المسمى بحزب الله (والعياذ بالله أن يكون له حزب فاجر يسفك الدماء ويقتل الأبرياء من المسلمين) فهو من أقفل البلاد واحرقها متسببا ً بخسائر تقدر بأربعة مليار دولار في حروبه وغزواته ضد شعب العاصمة في سبعة أيار الغادر وفي إغلاقه لمنتصف العاصمة ولإغلاقه مبنى البرلمان الذي يقرر شؤون الأمة والذي كان الغرض من إقامته هو الاجتماع به في وقت الشدائد والأزمات والكوارث التي تتعرض لها الأمة لإيجاد الحلول لها في محاولة لسرقة القرار السياسي في لبنان ولمنع أهله من العمل ولجعل اللبنانيين يقتتلون في أرضهم, عدا عن حروبه الخيانية التي خاضها خدمة لدولة أخرى يعمل خائنا ً وجاسوساً لها, هذه الحروب المتمثلة في حرب تموز التي كلف لبنان خسائرها بخمسة مليارات دولار للتنفيس عن الضغط الدولي عن ربابيه في الدولة الصفوية. والتي لو وُفرت لساهمت في درء الأزمة المعيشية الصعبة عن كاهل أهل لبنان..... أفبعد معرفتك بكل هؤلاء القتلة والمجرمين الذين تسببوا في تحويل لـُبنانك إلى ما هو عليه وكل ذلك فعلوه أمام عينيك ولم يقوله لك أحد ولم ينقله لك أحد بل وقع أمام عينيك القابعتين في وسط رأسك!!! أفبعد كل ذلك تجافي الحقيقة وتنساهم وتسامحهم وتعايشهم وتنوب عن ذلك بلعن وشتم وسب لبنان ولصق كل كلمة سيئة وكل فعل بذيء به..... أبدا ًلستَ لبنانيا ًولستِ لبنانية ولسنا لبنانيون إذا تناسينا القاتل الحقيقي للبنان ووجهنا أصابع الاتهام والشك بلبناننا الحبيب المغلوب على أمره والضحية, فبالرغم من كل ما فعلناه به من إساءة مادية ومعنوية فمازال يحتضننا والأشواك مزروعة في صدره وفي عينيه وفي يديه وفي قدميه, والخناجر المسمومة مطعونة في ظهره, ويداه ورِجلاه مكبلتان بالأصفاد الصفوية الإسرائيلية ومع ذلك فهو يشاركنا في كل أحزاننا ونحن أبناءه لا نشاركه حتى بأبسط أفراحنا.

لنترك ذلك التاريخ الأليم الذي تسبب به الاحتلال السوري الغاشم على أرضنا سنتركه ولكن لن ننساه وسنأخذ ثأرنا منه عاجلا ً أم أجلا,ً ولنعد إلى القنوات الفضائية المتخلفة التي تمتلك محطات أرضية وفضائية وما يجعلنا نتأكد من أنهم ليسوا لبنانيون وبأنهم متجنسيين (همهم الأول هو تشويه هوية هذا الوطن الغالي) هو عندما تتابع أرضيتهم وفضائيتهم لتجد الفرق الكبير فيما بينهما فبينما يتم عرض كل برامج الرقص والفئش والأغاني وبعض البرامج التي يوجد بها قدر بسيط جـدا ًمن السياحة والجمال لهذا الوطن على القناة الأرضية ترى العكس على الفضائية حيث يتم عرض كل ما يُسيء ويُهين ويُعيب هذا الوطن على الفضائية وكأن لسان حالهم يقول بأن على اللبنانيين داخل لبنان أن يشاهدوا كل ما هو جميل عن بلدهم بينما على العالم أن يشاهد معايب الوطن على الفضائيات, وهذا ما يفضح مآربهم التقية فما الداعي لعرضها على الخارج وإغفالها عن الداخل إلا محاولة تشويه كينونة هذا البلد, وإبعاد السائحيين وأصحاب الاستثمارات الضخمة عنه, وبالتالي حرمان هذا الشعب من بعض التنفع والاستفادة من العائد الذي يعود إليهم من وراء ذلك. لا بل لقد أصبحتْ من أمنيات حياتي أن أشاهد قناة لبنانية أو برنامج لبناني يـُثلج قلبي بعرض بعض جماليات هذا الوطن الأسطورية التي تخطف الأنفاس, بل خلال تصفح الشبكة العنكبوتية يذهلك ما ترى من جمال ومعجزات وآيات في هذا الوطن وتكاد تبقي فكيك مفتوحتين طوال فترة مشاهدتك لكل ذلك الجمال الطبيعي, وما تقرأه عن كل ما يبدع به اللبنانيون داخل وخارج الوطن, وسرعان ما يخطر على البال لماذا كل هذا مخفي ولا يتم إظهاره على التلفزة أو في المجلات أو في الجرائد؟ لماذا لا يتم إظهار إلا كل ما يُعيب هذا الوطن العظيم ويلطخ شكله ويدمغه بالدمغة القاتمة؟ .

بل منذ قليل دخلت أحد المنتديات التي تدعي أنها وطنية وأن هدفها هو كشف الحقائق وأن أهم أسباب وجودها هو المصداقية, وبأنها كان لها الريادة في كشف الأخطاء وتصحيحها, وأثناء تصفحي لمواضيعها كانت قد خصصت قسم كبير من موقعها لمدينة لبنانية لها ثقل كبير في التاريخ والعلم والحضارة للإساءة إليها, حيث قرأت اثنان وعشرون موضوع طويل وطويل جـدا ًعن هذه المدينة العظيمة لأكتشف بعد قراءة دامت أربع ساعات عن هذه المدينة بأن هذه المدينة لا يمكنك أن تسير بها دون أن ترتدي الجزمة العالية وإلا ستصاب بالأمراض الجلدية في قدميك وقد تغرق قدميك بتجمع نهر النفايات قرب دكاكين بيع اللحم والفواكه والحلويات وقرب المستشفيات وانتشار السرقة والجريمة والقتل والنصب والنشل, يا إلهي لم أصدق ما أقرأ, فقلت في نفسي هذه مدينة منكوبة موبوءة وأهلها قطاع طرق لا يجب أن يدخل إليها أحد, ولو أنني لم أكن لبنانية وأعرف طبيعة هولاء المتجنسيين وخططهم اليهودية والحاقدة على لبنان ولولا أنني أعرف هذه المدينة وقمت بزيارتها مرارا ًلكنت صدقت هذه الافتراءات العجيبة والغريبة, حتى أن هؤلاء الكتاب أو ما يسمون أنفسهم بالإعلاميين المثقفين قد برهن بنفسه عن غباءه وكذبه ونفسه المريضة وإنهم لا يكتبون لمصلحة هذا الوطن ولكن يكتبون فقط لمجرد النقد وتشويه الوطن والإفك على مناطق أغلبيتها الساحقة لا تشاركهم إنتمائتهم السياسية الشاذة, حيث أنه انتقد حمامة مرت من فوقه وتبرزت فوق يده وهو جالس في أحد مقاهي المدينة الشهيرة واستنكر الموضوع بكامله وأفرد له سطوراً عديدة وارجع الأمر لتخلف هذه المدينة وأهلها وهو الجالس في إحدى مقاهيها المشهورة المكتظة بالزوار والسُياح في الهواء الطلق, وقد ذكر ما يناقض به كلامه ويُظهر افتراءه على هذه المدينة عندما قال أنه استطاع الوصول إلى الطاولة بعد جهد جهيد بسبب ازدحام المكان بالسياح ومُرتدي هذا المقهى, فلو كانت المدينة كما يُظهرها لما أتى إليها السياح بهذه الأعداد التي وصفها بالجموع الزاحفة, فماذا كان ينتظر هذا الإعلامي المغنوج أن يجلس بجانبه أحد الأهالي حاملا ً له مظلة بيده كي لا تقف حمامة عليه أو ترمي بقاذوراتها فوقه ماذا يفترض بأهل المدينة؟ أن يرشوا الهواء الجوي قبل مجيئه إليها بالمبيدات الحيوانية ويقتلون الطيور المنتشرة بالمدينة حتى لا تزعجه إحدى الحمامات, أليس المفترض بالمقاهي المفتوحة في الهواء الطلق أن تكون بلا غطاء أو سطح؟, ثم ألم يختر هو الجلوس على طاولة خارجية؟, فإذا كان يخشى على جماله الفتان وبشرته الرقيقة الحساسة لماذا لا يجلس على طاولة في الداخل؟, صدقا ً لا أستطيع أن أفهم هؤلاء المسمون أنفسهم بالإعلاميين . أنا شخصيا ً لا استطيع لوم هذه الحمامة المسكينة البهيمة التي أفرد لها سطور عديدة يسبها ويشتمها ويلعنها, حتى أنني لوهلة لم أستطع التمييز بينهما أيهما البهيمة وأيهما الإنسان, فلديها الحق فيما فعلت, وأذكر أنني في إحدى المرات قرأت بأن الحيوان درجة الإحساس عنده متطورة أكثر من الإنسان وبإمكانه استشعار نفسية الإنسان الشرير ونفسية الإنسان الطيب بكل مهارة, فلا بد أن هذه الحمامة المبجلة قد فهمت خبايا هذا المتخلف الذي يدعي انه لبناني بالدرجة الأولى وإعلامي مثقف بالدرجة الثانية.... بارككي الله أيتها الحمامة وبارك برازك .

وبعدما انتهيت من قراءة المواضيع العديدة المسيئة إلى تلك المدينة شعرت بالضيق والاكتئاب فقمت بإغلاق اللابتوب وذهبت إلى سريري واستلقيت عليه محدقة إلى السقف وأخذت أفكر ماذا لو قرأ أحد من جنسية أخرى أو من بلد أخر هذا الهراء المبرمج عن هذه المدينة, والله أنا شخصيا ً لو كنت قرأت عن بلد آخر كتب عنه ما كتب عن هذه المدينة والله لا أسافر إليها لو أعطوني مليار ليرة, مدينة للإجرام!!!, لا يمكن لأحد زيارتها, حتى أنني قلت بأعلى صوتي وبعفوية وبدون تفكير الله يلعن هالإعلام وهالإعلاميين المتخلفين.

فأي صورة يتم تقديمها عن هذا الوطن؟ ما الذي تقوم به هذه القنوات وهذه الإذاعات وهذه المحطات وهذه المجلات والجرائد التي يُهيئ إلي أنها ما أقيمت إلا لقتل هذا الوطن العظيم. فكل ما يكتب عن لبنان ليس له علاقة باللبنانيين ولا بلبنان وكأنهم يتحدثون عن بلد آخر, وكل ما يُعرض على شاشات التلفزة لا يشبه اللبنانيون لا من قريب ولا من بعيد, ولا حتى عشرة بالمائة منه يمكن أن يشبه اللبنانيين, ولا ما يُقدم من الأخبار عنه كذلك, فأنا أعتدت دائماً وبشكل يومي أن أتابع الأخبار وأنا مغتربة بالخارج, فكنت أحس عند بداية كل نشرة أخبار وكأن لبنان بعد ساعة سيحدث به عشرون زلال وأربعين بركان وخمسين طاعون وستين وباء وستسقط السماء على الأرض وسترتفع الأرض إلى سبع سموات, كم هائل من التضخيم والتهويل والمبالغة في كل شيء من السياسة الكريهة إلى الاقتصاد إلى الاجتماع إلى الرياضة, حتى أنني عندما سافرت إلى لبنان في زيارة عائلية للأهل في طرابلس دامت أربعة أشهر لم أرى أي شيء مما يتم إظهاره على التلفزيون, بل لقد وجدت أن اللبنانيون أنفسهم لا يشاهدون هذه القنوات, بل ليس لديهم وقت لمشاهدة أي شيء, فهم منشغلون بالعمل والتحصيل العلمي ومحاولة التحسين من المستوى المعيشي, وأنا شخصيا ًوجدت نفسي بأنني لو أتيت للسكن نهائيا ً في لبنان فلست بحاجة لاقتناء تلفزيون في المنزل فلبنان عبارة عن تلفزيون كبير رائع وحقيقي يمكن الاستفادة منه فقط من خلال التجول بشوارعه وأزقته ومدنه, حتى أنني لم أرى أحد من الأهل والأصدقاء ممن زرتهم ليلاً أو نهارا ًكان يشاهد التلفزيون أو يـُفرغ له وقتا ًمن يومه, ولا ألومهم فهم يعرفون أصحاب هذه المحطات والقنوات ويعرفون خلفية وتاريخ كل مذيع وكل إعلامي فلماذا يضيعون وقتهم ومالهم لمشاهدة شيء يعرفون مسبقا ً أنه كاذب ومفتري وعنصري وطائفي ومناطقي, لقد أحسنوا فعلا ً, فالسير على كورنيش الميناء في طرابلس وتناول قمع بوظة من عند البلحة أو الكزدورة في أحد أسواقها القديمة والعتيقة وتسوق الحلويات من أبرز معالمها الحلاب أجمل وأحلى وأرقى وأفيد وأكثر ثقافة من متابعة هذا التخلف الإعلامي الجاهلي المدجج بأحدث أنواع التكنولوجيا الحديثة وهو ما يقوله العرب بأن أحدث الاستوديوهات وأجملها وأكثرها تكنولوجية هي الموجودة في لبنان, ولكن للأسف كلها استخدمت ضدنا لصالح دول أخرى متخلفة, لذلك أرى بأن اللبنانيون لديهم الحق بعدم المشاهدة والاستهزاء بمن يشاهد, فهم يضحكون علي كثيرا ًويستهزؤن بي عندما يرونني أجلس مساءا ً لأشاهد نشرة الأخبار, وللحقيقة فهي عادة جرت لدي وأنا في الغربة لا أستطيع التخلي عنها وهي انتظار نشرة أخبار الساعة الثامنة مساءاً لمعرفة أخبار لبناننا الحبيب والغالي والاطلاع على كل ما يُحاك ضده, ومع ذلك مع الأيام أصبحت أخجل من متابعة هذه الأخبار أمام أحد فهم يقولون طوال الوقت بأنها كلها أكاذيب وكلها عنصرية وكلها طائفية حتى أن أحد أخوالي قال لي ذات مرة : "هل تضيعين وقتك فعلا ًعلى هذه التفاهة", وللحقيقة لديهم الحق في ذلك فهذا كان رأيي بهذه القنوات والبرامج التي تبث الحقد والعنصرية تجاه بعضها البعض منذ سنين عديدة ولكن بحكم العادة وبحكم التلهف لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن لبنان أجد نفسي كل يوم وعند الساعة الثامنة وبشكل مبرمج أترك كل شيء من يدي لأجلس أمام نشرة الأخبار لمعرفة ما يحدث في لبنان, ورغم ما يقولونه عن هذه الأخبار وهذه القنوات إلا أنني في نهاية المطاف أعتقد بأن لدي المخزون الكبير والوافي من الوطنية والثقافة التي إستحصلت عليها طوال سنوات عمري للتمييز بين الصادق والكاذب وبين العنصري والطائفي وبين اللبناني والمتجنس باللبنانية, أعرفهم جميعا ً والحمد لله, وأعرف البرامج المخطط لها تماما ً لتشويه الحقائق, والعنصرية والطائفية ضد هذا الشعب العظيم وهذه النشرات الإخبارية وهذه البرامج التي تظهر مذيعاتها ومذيعيها أنهم مغتاظين وغاضبين طوال الوقت, وحتى عندما ترى إحدى مذيعات التلفزيون التابع لأحد الخونة التابعين لما يسمى بسورية حاليا ً وهي تقرأ نشرة الأخبار, تراها تكاد تنفجر غيظاً وقهراً وكمداً وهي تتلو نشرة أخبار بها خبر عن سياسي معارض لها في الاتجاه, وعينيها تكادان تنفجران من كثرة رفعهما وخفضهما وفتحهما وإغلاقهما في محاولة منها للفت انتباهنا إلى حقارة وسفاهة من تتحدث عنه حتى إنني لم أعد انتبه لنشرة الأخبار أو للخبر الذي تقرأه, فقط انتبه لملامح وجهها, وأقسم أنني أشفق عليها لما تبذله من مجهود كبير لإظهار حقدها الطائفي والمذهبي على غيرها من الطوائف, وحتى إنني أتمنى أن تنتهي نشرة الأخبار بسرعة مخافة عليها من انفجار الشريان التاجي أو انفجار إحدى بؤبؤ عينيها من كثرة الحقد الذي يملئهما, حتى عندما أقوم بتغيير المحطة تراني كل شوي أعود إليها لأطمئن على سلامتها وأتأكد من أنها مازالت قطعة واحدة. فو الله ما تبذله من جهد لإظهار غيظها وحقدها لهو متعب عليها ولكم تمنيت أن يترأف بها صاحب تلك القناة ولو قليلا ً بأن يقلل مدة نشرة الأخبار مخافة على صحتها فهي مع الوقت قد يسبب لها ذلك بعض الأمراض المزمنة كالضغط وارتفاع ضغط الدم وبعض السكري ولا بأس ببعض الربو ولا أدري قد ينبت لها بعض التالولات على يديها ووجهها, فلا بد لهذا الغيظ والقهر الواضح جدا ً جدا ً عليها ولا يبدو لي أنها تحاول إخفاؤه لا بد له من أن يحاول الخروج من داخل جسدها على هيئة تالولات أو حبوب أو تشوهات لا أدري فلا بد له أن يـُنفس عليها قليلا ً قبل أن يتسبب في قتلها, فو الله لا أحقد عليها ولا أكرهها رغم ما صدر عنها سابقا ً من كلام على الهواء تم إذاعته رغما ً عنها وبدون علمها, كلام تتمنى به الموت على أحد وزراء بلدها في عز الشدة والبلاء التي كان يتعرض لها لبنان الغالي, رغم ذلك لا أحقد عليها أبدا ً, فلقد تجاوزنا الحقد منذ زمن طويل حيث لا فائدة ترجى منه, ولكن أقسم بالله أنني منزعجة فقط عليها وأصبحت أفكر إذا كانت طوال الوقت هكذا في بيتها وبين أهلها وأصدقاءها يقتلها الغيظ والحقد والكره طوال الوقت, فأنا عندما أشعر أحيانا ً ببعض الزعل الطفيف استيقظ في اليوم التالي ولدي صداع رهيب فكيف بها هي منذ سنين طويلة وهي مستغاظة وحاقدة وغاضبة, والله يا أختاه لا يوجد شيء في العالم يستاهل أن تقطبي جبينك الرقيق من أجله .... والله وبحق من جعلنا أنا وأنتي من دم وأرض واحدة (على إفتراض أنك من أصول لبنانية).

فلنترك تلك المذيعة وشأنها التي تـُحملني همها دائما ً لنعود إلى هذه القنوات التي تدعي أنها لبنانية, فهي من زرعت في نفوس مواطنيها هذا الكره والحقد على وطنهم وأمعنت في التركيز على سلبيات الوطن التي هي موجودة في كل بقاع الأرض وأسوء مما هي لدينا ولكنهم يبالغون مبالغة كارثية عندما يـُظهرون لنا مدى عمق هذه القضايا حتى وأننا عندما نشاهد حلقة ما أو برنامج ما بهذا الصدد نشعر وكأن العالم سينفجرغدا ً نتيجة لوجود هذه المشكلة..... لا أفهم ولا استطيع أن أفهم لماذا أمعان ما يسمى بالإعلام اللبناني بهذا الفجور والحقد على بلدهم وكأنهم متسولون أتوا من بلدان مجاورة لتكون مهمتهم طوال سنين عديدة هي محو كل ما هو لبناني وكل ما هو جمالي وكل ما هو ثقافي وعلمي عن هذا البلد وإبدالها بمديح وتشدق بالمديح لدول متخلفة لا يمكن لها أن تلحق بركابنا ولو بعد مائة عام .....

هل يجب علينا أن نبحث في أصول وأنساب هؤلاء الإعلاميين وهؤلاء القيمين على هذه القنوات لنكتشف إذا كانوا لبنانيون أم هم من الذين تجنسوا بالعباءة اللبنانية التي كانت حلمهم ليقوموا بتشويه حلمهم الذي لطالما حلموه.... نعم يجب علينا البحث والتنقيب الشديد عن أصول هؤلاء الإعلاميين والإعلاميات وخصوصا ً أولئك الذين يتفنون ليل نهار بسب ولعن وشتم وتشويه هذا الوطن العظيم .... هل علينا ذلك؟ بل يجب علينا ذلك ..... فلا يمكن أن نجد سببا ً آخر بهذا العمق يمكن أن يكون مبررا ً لحقدهم وكرههم لهذا الوطن العظيم, يجب علينا البحث عن أصولهم وأنسابهم لكي نعرف أيهم لبناني وأيهم لا حتى نجد جوابا ً لسؤالنا المحير, لماذا يكره الإعلام اللبناني وطنه؟ ولماذا يكره الإعلامي بلده وأرضه؟, وأعتقد إذا عرفنا أصولهم وفي حينها لن نظل نسأل هذا السؤال لماذا يشوهون وطننا العظيم؟ وإذا عرفنا جوابه سنشعر حينها نحن الأمة اللبنانية ببعض الارتياح والعزاء بأنهم ليسوا من هذا التراب.

أيها اللبنانيون كفوا ألسنتكم عن لبنان ووجهوا أسلحتكم مهما تغيرت نوعيتها فعلية معنوية أو مادية نحو وجهتها الصحيحة التي أساءت إليكم ..... وكفوا عن لبنان أنه البلد الأفضل بالعالم ولا يوجد بلد مثله حتى وهو ممزق بيد أبناءه وجيران السوء الذين ابتلانا الله بهم وأحاطوا بنا من كل الجهات فلبنان يعلـــو ولا يُــعلى عليه رغم أنوفهم.

غابات الآرز مع حرقة في القلب ....

ليست هناك تعليقات: