السنيورة ...... يكفي أن تذكر هذا الإسم حتى تعرف معنى الحكمة والحنكة والذكاء ......يكفي أن تذكر هذا الإسم حتى تعرف كيف تُجمع السياسة مع الطيبة ...... كيف تـُجمع السياسة مع الحنية الأبوية ( نعم الحنية الأبوية الخالصة فهو يتصرف مع اللبنانيين وكأنه أب رؤوف وليس حاكم مستبد طاغي أو كأنه فوق جميع القوم )...... هذا الإسم الذي أنقذ لبنان وأنقذ حزب اللات وزعيمه سيد الدواليب من بطش وجبروت إسرائيل تلك الدولة التي أصبحت واقعاً ملموسا ً ...... ملموساً بعد أن دمرت كل ماهو لبناني نتيجة لحرب قادها سيد الدواليب ليثبت أنه شيء ...... ولكنه أثبت أنه لا شيء بدون السنيورة ..... السنيورة الذي ساهم لحد كبير في إنقاذه من براثن الإسرائيلي ولولا السنيورة لكانت إسرائيل قد قضت على سيد الدواليب ...... ولم نكن لنسمع أخبار سيد الدواليب هذا ......
لا أدري لماذا على السنيورة أن يتحمل أخطاء ذلك الفاجر البدين المتلعثم الذي كلما ظهر على التلفزيون ليـُخرج حقده وكرهه على السنيورة يقول اللبنانيون ( خير انشالله) ..... لا عجب في ذلك فهو كالبوم كلما ظهر على الشاشة حدث في اليوم التالي تفجير أو مذبحة أو أو أو يخرج ليــُري العالم كيف أنه أصبح مثقفا ً بين مزدوجين يجيد التكلم باللغة العربية (ماعدا حرف الراء بالطبع ...... مع العلم أن إجادة اللغة العربية لا تكون إلا بالنطق الصحيح لهذا الحرف .....هه).
هناك فرقان كبيران جداً وجداً بين ظهور السنيورة على الشاشة وبين ظهور سيد الدواليب ...... فعندما نشاهد السنيورة نعرف مسبقاً بأن هناك خيرا ً وخيراً كثيرا ً وأن هناك كشف لأكاذيب سيد الدواليب وأن هناك وثائق وأرقام سوف تظهر, فالسنيورة عندما يظهر يـُزيح الغمامة عن أعين اللبنانيين يحكي كل شيء بالأرقام والإثباتات والمواثيق ولا يتهجم على أحد ولا يذم بأحد ولا يقلل من قيمة أحد......بل على العكس ما ينفك لسانه ينطق طراوة وحلاوة وأدب لا مثيل له بل أدب سياسي قل نظيره ...... أما سيد الدواليب فإنه يخرج وكأنه رجل إعلامي خبير في الكذب والدجل يرمي كلامه هنا وهناك بدون حسيب أو رقيب (وأنا استغرب لماذا لم يرفع السنيورة عليه دعوة نتيجة لوصفه بالخيانة العظمى والعمالة لإسرائيل ) لا أظن أن السنيورة سيفعل لأنه بكل بساطة وكما نعلم رجل طيب ذو قلب لا يستطيع أن يؤذي أحدا ً فهو مستعد أن يصبر ويتلقى قذائف ذلك المقاوم الصامد في شوارع بيروت ومحرقها , سيصبر عليه حتى لا يدمر لبنان لآنه كالوحش الكاسر كلما تناقش معه أحد أمر بإغتيال زعيم من زعماء 14آذارأو بتخريب هنا وهناك فلا نتعجب من هذا السلوك فهو تلميذ من تلاميذ حافظ النعجة وطفله ذو الرقبة العملاقة (أو كما يحلو للبنانيين أن يلقبوه بأبو رقبة).
لماذا هذا الحقد كله الذي يفوح من سيد الدواليب على السنيورة ..... لماذا يتحدث عنه بهذه الكيفية وهذه الطريقة السوقية وهو يعرف أن السنيورة أشرف الناس وأكثرهم وطنية بل أنه يفوقه الوطنية ...... هل لأنه أدرك بأن السنيورة أخذ منه بريقه المزيف ...... لعل هذا الحقد المبالغ فيه هو نتيجة لغيرة كبيرة تعتصر سيد الدواليب الذي ظن أنه سينتصر على الوحش الإسرائيلي ...... لقد ظن بأنه سوف يقصف إسرائيل ويدمرها ولن ترد إسرائيل بقصف لبنان لآنه حسب معتقده الشخصي وحسب ما تبثه قناته الخبيثة هو أن الإسرائيلين يهابونه أو يهابون مرتزقته هذه الكذبة التي أطل علينا بها كلما قصف موقع أو كلما أسر جندي , هذا مادرجت عليه العادة كان يخطف جندي إسرائيلي ويتفاوض مع الإسرائيلين ليطلق سراحه ...... هل ظن أن العمليات العسكرية بين الدول تكون مثل خطف جندي والمساومة عليه , هل كان في مخيلته المريضة يعتقد بأن هذه كتلك , نعم هذا ما كان يعتقده , حماقة غرورية تصيب أي زعيم ديني يطمع في السلطة ......
المؤامرة الحسن نصرية كانت أن يخطف الجنديين فترد إسرائيل بقصف وحشي شديد (وقد كرر أكثر من مرة بأنه كانت لديه معلومات أن إسرائيل تريد شن حرب على لبنان) فسولت له نفسه أنه بإمكانه أن يرد الهجوم على إسرائيل وأن يقوم بتدميرها لا أدري ربما حتى محيها عن بكرة أبيها وبالتالي أن ينتصر عليها وبذلك يحقق حلمه بأن يسيطر على لبنان ويقتل أو ينفي السنيورة أو تكون هذه حجته لإسقاطه لا أعلم , ولما لا فهو دمر إسرائيل ولا أحد يستطيع مكالمته بعد ذلك فو سيد خلق الله جميعا ً, ولكن السحر أنقلب على الساحر والحفرة التي حفرها لأخيه السنيورة (وشتان بين الأخوين فلا يمكن أن يكون الشيطان أخ الملائكة) وقع فيها وغاص في جحرا ً عميق لا يستطيع أن يخرج منه فهو كالفأر المختبأ في جحرا ً يطل رأسه قليلا ً ثم ما يلبث أن يخفيه فإسرائيل تترصده إسرائيل التي كان يريد أن يمحيها عن الوجود نتيجة لمطلب أحمد نجاد حاكمه وقائده ومالكه أصبح الآن مختبأ منها .
هذه كانت المؤامرة ولكنه صُعق للنتيجة التي آلت إليها الأمور لم يحدث ما خطط له ولم يتحقق أي من أحلامه بل حدثت الكوارث واحدة تلو الأخرة وكاد أن يلقى حتفه وشتت إسرائيل شمل مرتزقته حتى أرسل بري (ميستر أكس ) ليطلب العون من السنيورة فهو يعرف بأن لا أحد يستطيع مساعدته غير السنيورة وجميعنا يذكر كيف كان وجه المستر أكس وهو بجانب السنيورة في المؤتمر الصحفي كان كطفل صغير مرعوب من قصف وحشي يجلس بجانب أمه يتلمس حنانها وأمنها جلس بجانب السنيورة ذو القلب الرحيم وقال بأنه مفوض من نصر اللات وهو مع السنيورة بكل الأمور ووصف السنيورة بأنه المقاومة السياسية , جاءوا ليطلبوا المساعدة من السنيورة ...... ولكن السنيورة ذو القلب الإنساني الرحيم لم يكن بإنتظار أن يطلب منه أحد المساعدة كان قد قاوم إسرائيل بكل حكمة ودراية وصبر لينقذ لبنان من أكثر الحروب قساوة في هذا العصر نعم فعل السنيورة بدموعه الطاهرة الذكية ما عجزت عنه صواريخ نصر اللات المليون أو المليونين لا يهم عددها فهي كعدمها لا فائدة منها , ما فعله السنيورة كان أقوى من نصر اللات وأقوى من إسرائيل ليُعلِم سيد الدواليب كيف تكون الحكمة وكيف تكون القيادة وكيف يكون الإسلام وكيف يكون الخطاب والخطابة وكيف يكون التطوروالرقي السياسي .
لهذه الأسباب نشبت الغيرة الشديدة من السنيورة فما كان يرجوه من عزة وقيادة وحكم وتأييد جماهيري عمل على تحقيقه بتدمير لبنان وحرقه بالدواليب حصل عليه السنيورة بالحكمة والطيبة لهذا جن جنونه وخرج بلسانه المعقوف ليصف السنيورة حبيبنا وعزيزنا وأشرف قومنا بأنه عميل لإسرائيل (وكانت هذه من أكثر النكت إضحاكا ً للبنانيين لعام 2006 ) , ولكنه مالبث أن أخطاء في ذلك ومازال يخطأ إلى يومنا هذا .
لقد أدرك بأن الفتنة والإفتراء على خلق الله لا تدوم أبداً ولقد أدرك سيد الدواليب بأن الله يمهل ولا يهمل ولقد أدرك بأن حبل الكذب قصير بعد أن كذب وكذب وكذب على اللبنانيين وبعدما شهّر بالناس والقادة لتظهر براءة كل من شهّر بهم وكل من أفترى عليهم ليكونوا أحراراً يساهمون الآن في حماية لبنان بينما هو جالس في جحر تحت الأرض لا يستطيع منه الخروج ...... ربما كانت هذه عاقبة الله له بعد أن دمر لبنان وبعدما قتل البشر والحجر وبينما أفترى على الناس وطعنهم بوطنيتهم وشرفهم ...... لا أعلم ولكنني أرى بأنه عقاب عادل ولو أنه قليل على سيد الدواليب .