23‏/02‏/2008

الوصية ......

بحكم عملي الذي أمارسه جاءني أحد الأشخاص لأقوم بطباعة هذه الورقة له ثلاثون نسخة وأن أنسخ أن نفسي ثلاثون ورقة منها على كلفتي الشخصية وأن أوزع هذه الورقة على ثلاثون شخص آخر وأطلب منهم أن يقوم كل واحد منهم بعمل ثلاثون نسخة منها أيضا ً وهكذا دواليك ...... وهذا نص الورقة الغبية :


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الوصية من المدينة المنورة

من الشيخ / أحمد حامل مفاتيح حرم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إليكم هذه الوصية :

يقول الشيخ أحمد : أنه في ليلة يقرأ فيها القرآن في حرم الرسول صلى الله عليه وسلم وفي تلك اللحظة غلبني النوم ورأيت في نومي الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لي لقد مات في هذا الأسبوع أربعون ألفا ً من الناس على غير إيمان , إنهم ماتوا موتة الجاهلية وإن النساء لا يطيعون أزواجهن ويظهرون أمام الرجال بزينتهن من غير ستر ولا حجاب عاريات الجسد ويخرجون دون علم أزواجهن وأ، الأغلبية من الناس لا يؤدون الزكاة ولا يحجون إلى بيت الله الحرام ولا يساعدون الفقراء ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ الناس أنو يوم القيامة قريب وقريبا ً تظهر لكم نجمة في السماء وترونها تقترب الشمس من روؤسكم قاب قوسين أو أدنى وبعد ذلك لا يقبل الله توبة منكم وتقفل أبواب الجنة ويرفع القرآن من الأرض إلى السماء ,,,,, ويقول الشيخ أنه قال له الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قام أحد الناس بنشر هذه الوصية بين المسلمين فإنه سيحظى بشفاعة الرسول صلى اله عليه وسلم يوم القيامة ويحصل على الخير الكثير ورزقا ً وفيرا ً ومن قول الشيخ أحمد إذا اطلع أحد على هذه الوصية وقام برميها بعيدا ً فإنه اثم إثم كبير أو إذا اطلع عليها ولم يقم بنشرها فإنه يحرم من رحمة الله يوم القيامة لهذا اطلب من الذين يقرؤون هذه الوصية أن يقرأ الفاتحة على النبي صلى الله عليه وسلم هذا وقد طلب مني الرسول صلى الله عليه وسلم أن ابلغ الناس أن يوم القيامة قريب فاستغفروا وحلمت يوم الإثنين أنه من قام بنشر ثلاثون ورقة من هذه الوصية بين المسلمين فإن الله يزيل عنه الهم والغم ويفتح عليه رزقه ويحل مشاكله خلال أربعون يوم لا أكثر وقد علمت إن أدهم قام بنشر ثلاثون ورقة فرزقه الله بخمسة وعشرين ألفا ً كما أخبرت أن شخصا ً كذب هذه الوصية ففقد ابنه بنفس اليوم وهذه معلومات لا شك فيها فأمنوا بالله واعملوا صالحا ً حتى يوفقنا الله في عملنا ويصلح شأننا في الدنيا والآخرة ويرحمنا برحمته وقد وزعت حول العالم سبع مرات علما ً بأن هذه الوصية ستجلب بعد توزيعها الفلاح والخبر بعد أربعة أيام من وصولها إليك وليس الآمر لهو ولعب أن ترسل نسخة من هذه الوصية بعد ستة وتسعون ساعة من قرأتك لها وسبق وأن وصلت هذه الرسالة إلى احد رجال الأعمال فوزعها فورا ً بعد ذلك علم بنجاح صفقة تجارية بتسعون ألف دينار بحريني زيادة عن مكان يتوقعه كما وصلت إلى أحد الأطباء فأهملها فلقي مصرعه في حادث سيارة اغفلها أحد المقاولين فتوفى ابنه الكبير ....يرجى ارسال خمسة وعشرون نسخة من هذه الوصية وينشر المرسل ما يحدث له في اليوم الرابع له ( فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون ) الأعراف 157 .


أما ردي على هذا الكاتب العبقري فهو :
لا بد أن كاتب الوصية المزعومة يظن أنه سيـُبعث نبي بعد النبي محمد عليه السلام , أو يظن أن تشريعات الإسلام لم تنتهي , أو يظن أن الرسول عليه السلام لم يستطع أن يتم الرسالة المبعوث بها . لذلك جعل الله ( شيخ ..... كاتب الوصية المزعوم , يرى النبي في حلمه حتى يضع لنا تشريعات بعد موته – لربما تشريعات الإسلام ما زالت ناقصة إلى أن يحلم شيخه المزعوم بها وبالنبي فيتمها لنا من خلال حلمه).

إن وضوح كذب الوصية ظاهر وجلي من خلال :
أولا ً : حيث أن العبارة المذكور فيها : ( إذا قام أحد الناس بنشر هذه الوصية بين المسلمين فإنه سيحظى بشفاعة الرسول عليه السلام يوم القيامة ويحصل على الخير الكثير ورزقا ً وفيرا ً ) فذلك أول دليل على كذب القائل , فالتشريعات الدينية قد انتهى وحيها بعد موت النبي عليه السلام ولم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم أمر يقرب أو يبعد من النار ومن الجنة إلا وقد وضحه وبينه والمسلمون ليسوا بحاجة إلى الشيخ المزعوم هذا إلى أن يبين تشريعة قد نسيها الرسول صلى الله عليه وسلم .

ثانيا ً : المقولة المكتوبة من الشيخ الذي ننتظر منه التشريعات التي نسيها النبي ( أو إذا اطلع عليها وما قام بنشرها فإنه يُحرم من رحمة الله تعالى) فهذه أيضا ً لا تخفى على صاحب عقل فاهم بأنها كذب فالقرآن الذي هو كتاب من السماء لم يحرم من رحمة الله الذي لم يقم على نشره فلا أعلم ما تزيد هذه الوصية من العظمة حتى ينشرها كل من قام بالإطلاع عليها عن القرآن الذي به علوم الكون .

ثالثا ً : يذكر كاتب الوصية المزعومة أنه ( من قام بنشر ثلاثون ورقة من هذه الوصية يزيل عنه الهم والغم ويفتح عليه رزقه خلال أربعون يوما ً فقط ) فهذه أيضا ً ستنال التكذيب لآنه لا يمكن أن نتخيل الأمة قد انشغلت بأن كل منهم يكتبها ثلاثون مرة وينشرها وتتناول بين الأيدي من فلان إلى فلان إلى علان ...... فلو اعتبرنا أن مدينتنا بها الألوف من الناس كل قد كتب ثلاثون إذا يجب أن نفتح مصنع للورق خاص لهذه الوصية ولا نقوم بأي عمل في هذه الدنيا سوى كتابة وصيته المبتدعة .

رابعا ً : المقولة التي تنص على أن النساء لا يطعن أزواجهن .....إلى آخر ما ذكر , فالعاقل لا يمكن أن يتخيل أن كل الذنوب الواقع بها غالبية الناس من غش وسرقة وسحر وغيبة وقتل وفساد وإقتتال وإغتيالات وتفجيرات ومعتقلات وتعذيب والكثير الكثير من الذنوب التي تفتعل يوميا ً بين الناس أن يترك ذكر كل هذا المنتشر بكيفية واضحة ويأتي على ذكر الذنوب الخاصة بالنساء – إلا إذا كانت نزعة دفن النساء في الجاهلية هي التي تحرك فيه النظر إلى أعمالهن واعتبارهن هن المتصدرات في الخطيئة كما يعتبرها اليهود .

لذا يجب على العقول الواعية الغير منجرفة إلى خرافات السفهاء أن يرفضوا مثل هذا العمل من كل ما ذكر بهذه الوصية فقد ظهرت واضحة بين الناس أن كل من وقعت في يده أن ينشرها ثلاثون مرة ظنا ً منهم أنهم سينالوا الأجر ولكن هم في الأصل نالوا الخرافة الكاذبة واخترعوا بدعة جديدة لا تمت إلى الإسلام بصلة ......بينما هذه الكذبة والخرافة لا تنفع إلا في نسيج الوهم وأن لا يـُعاونوا على نشرها أو تصويرها كما يطلب عامة الناس عن جهل وعدم دراية .

ونقول لكاتب هذه الوصية المدجلة ومن هم على شاكلته كفوا أيديكم عن الإسلام وكفوا أيديكم عن الدين وكفوا أيديكم عن القرآن فما نعاني منه نحن العرب من جهل وتخلف ما قام أساسا ً إلا على هذا النوع من الدجل الذي يـُلصق بالإسلام لصقا ً والإسلام براء منه ......

ليست هناك تعليقات: