23‏/02‏/2008

رسالة مختلفة ومهمة ......


إذا أردت الإعتذار بالفعل .....

في ظل هذه المعمعة الكبيرة في صفحات هذه الشبكة العنكبوتية..... وظهور المنتديات العربية بشكل كبير وملفت ...وبعيدا ً عن أي رقابة أو من يحاسب الأشخاص تكثر المغالطات والمجادلات بين الأعضاء والتي قد تصل بهم إلى طريق مسدود .......قد يـُهين أحد الأعضاء البعض الآخر وبشكل جارح وقد يكيل له بالسباب واللعان والويل والثبور وعظائم الأمور أحيانا ً بسبب أو بدون سبب .....ولكن لماذا هكذا يكون التعدي ......ربما لآن الوجوه تكسوها الأقنعة وربما لا أحد يعرفني أو يعرف شخصيتي وربما لأني انسان مجهول تماما ً مما يعطيني الجرئة بالتطاول على الآخرين لدرجة قد توقف عضويتي ...ولكن ما الفرق ما دمت سوف أدخل بعضوية جديدة ....
هذا الكلام ينطبق على العضو غير الواعي وغير المدرك وغير المهتم ......

أما إذا كنت عضو محترم ومثقف ومهتم سواء بالمنتدى أو بأعضاءه وأنت حريص على أن تبقى به فقد تكون نظرتك للموضوع مختلفة ....فعندما تجرح عضو ما أو تهينه أمام جميع أعضاء المنتدى ومن ثم تدرك مدى خطأوك فتلجأ إلى الرسائل الخاصة للإعتذار ...... فأنت إنسان جبان ..... فمثلما واتتك الشجاعة الكاملة للتطاول على هذا الشخص أمام الجميع فيجب أن تكون أكثر شجاعة عندما تود الإعتذار ...... فإن أعتذرت متخفيا ً فأنت بالفعل جبان .....ولست مدرك بالفعل إلى ما أقترفته ولست نادما ً على ما فعلته ...فقط تريد الإعتذار متخفيا ً لكي تخرج نفسك من دائرة تأنيب الضمير .....فهل سيرتاح ضميرك بعد هذا ...ربما نعم وربما لا ...... المهم عندك هو أنك لم تعتذر أمام الجميع .....

هناك حقيقة مهمة...... عندما تهين شخص ما أمام جمع غفير وتحرجه فلا تذهب للإعتذار منه في مكان جانبي لا يراك أحد وأنت تعتذر فهذا يدل على مدى جبنك وضعفك وعدم جديتك بالندم على ما فعلته والذي يظهر بالتالي عدم جديتك في الإعتذار .....إذا جرحت أحدهم أمام جمع غفير فيجب عليك بل أنت ملزم بالإعتذار منه أمام ذلك الجمع ...هذا إذا كنت تمتلك الشجاعة لذلك .....

قرأت منذ فترة هذه السطور وهي تتحدث عن ذلك .....سطور جميلة جدا ً ورائعة ومعبرة :
(( كان هناك طفل يصعب ارضاؤه , أعطاه والده كيس مليء بالمسامير وقال له : قم بطرق مسمارا واحدا في سور الحديقة في كل مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف مع أي شخص, في اليوم الأول قام الولد بطرق 37 مسمارا في سور الحديقة ,وفي الأسبوع التالي تعلم الولد كيف يتحكم في نفسه وكان عدد المسامير التي توضع يوميا ينخفض,الولد أكتشف أنه تعلم بسهوله كيف يتحكم في نفسه ,أسهل من الطرق على سور الحديقة في النهاية أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الولد أي مسمار في سور الحديقة عندها ذهب ليخبر والده أنه لم يعد بحاجة الى أن يطرق أي مسمار قال له والده: الآن قم بخلع مسمارا واحدا عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك مرت عدة أيام وأخيرا تمكن الولد منإبلاغ والده أنه قد قام بخلع كل المسامير من السور قام الوالد بأخذ ابنه الى السور وقال له بني قد أحسنت التصرف, ولكن انظر الى هذه الثقوب التي تركتها في السور لن تعود أبدا كما كانت)).
عندما تحدث بينك وبين الآخرين مشادة أو اختلاف وتخرج منك بعض الكلمات المسيئة, فأنت تتركهم بجرح في أعماقهم كتلك الثقوب التي تراها...... أنت تستطيع أن تطعن الشخص ثم تخرج السكين من جوفه , ولكن تكون قد تركت أثرا لجرحا ً غائراً لهذا لا يهم كم من المرات قد تأسفت له لأن الجرح لا زال موجودا …. جرح اللسان أقوى من جرح الأبدان, الأصدقاء جواهر نادرة , هم يبهجونك ويساندوك. هم جاهزون لسماعك في أي وقت تحتاجهم هم بجانبك فاتحين قلوبهم لك لذا أرهم مدى حبك لهم.عندما تقول أنا آسف, أنظر لعيني الشخص الذي تكلمه….لا تعبث أو تلهو أبدا بأحلام الآخرينأحب بعمق وبصدق لا تعاقب أو تصدر حكما على الآخرين وفقا لما تسمعه عنهم فقط تكلم ببطء لكن فكر بسرعة.......

فهل بالفعل تحب هذا الشخص وتريد الإعتذار منه ....وتود أن تعود حبال الود والمودة بينكم من جديد .....برهن على ذلك بالإعتراف أمام الجميع ......




ليست هناك تعليقات: