23‏/08‏/2008

إنه إنسحاب وليس تحرير

إسرائيل التي طالما سعت لإقناع العالم بعدم وجود أطماع لها في لبنان ، قامت في عام 1978 بإحتلال أجزاء من جنوبه فيما عـُرف بعملية الليطاني ، مبررة ذلك بالرد على ضربات الفصائل الفلسطينية للأراضي الإسرائيلية وأقامت حزاماً أمنياً بالتعاون مع عدد من العملاء بقيادة الرائد سعد حداد ثم انطوان لحد.

وبعد خمسة أيام من الغزو ، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 425 القاضي بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وتشكيل قوة دولية تشرف على الانسحاب الإسرائيلي وتعيد السلام وتساعد الحكومة اللبنانية في السيطرة على أراضيها.

وفي صيف عام 1982 غزت إسرائيل لبنان واحتلت أكثر من نصفه بما في ذلك بيروت ، ثم انسحبت من بيروت وبقيت في الجنوب حتى عام 2000 حيث انسحبت دون اتفاق مع لبنان.

فقد كان هناك تياراً شعبياً قوياً داخل المجتمع الإسرائيلي يطالب بالانسحاب من لبنان وكان من أشهر الحركات المطالبة بالانسحاب "الأمهات الأربع" ، ونتيجة لهذه الضغوط حاول إيهود باراك استغلال هذه الضغوط وطلب من الشعب الإسرائيلي أن يدعمه للوصول إلى رئاسة الوزراء وأنه إذا وصل سوف يكون ما أراده الشعب الإسرائيلي ووعدهم إذا نجح ونال منصبه سوف ينسحب من جنوب لبنان وبالفعل نجح بارك في الوصول لمنصبه وكان عليه الوفاء بوعده فكان الإعلان عن الانسحاب من جنوب لبنان قبل شهر يوليو 2000 .

وبالفعل انسحب الجيش الإسرائيلي في 25 مايو 2000 بناءا ً على وعد بارك بالإنسحاب إذا وصل إلى رئاسة الوزراء فاستغل نصر الله وزعرانه هذا الإنسحاب الذي فاجأهم فلم يكونوا يتوقعونه وخصوصا ً أن الإنسحاب قد حدث ليلا ً وهو ما أثار عدة تسائلات من جانب نصر الله وزعرانه حتى أن الآمر فاجأ المقبور بإذن الله حافظ أسد الذي توفي نتيجة لصدمة أثرت به حيث فاجأه قرار الإنسحاب ولم يكن يصدق ذلك وقد ذكرت وكالات الأنباء موت المقبور حافظ أسد قبل أسبوع من إعلان حكومة سورية عن نفوق المقبور حافظ أسد فلم يتم الإعلان عن موته إلا بعد أيام عديدة حتى لا يقال بأن المقبور مات من صدمة الإنسحاب حيث صدمه الإنسحاب وأفقده الورقة المهمة التي كان يتاجر بها في لبنان .....فاستغل حزب الله وزعرانه هذا الإنسحاب بعد الإستيقاظ من الصدمة وبدءوا بتحوير العناوين بأنه تحرير وليس إنسحاب, فكيف يكون تحرير ولم تطلق رصاصة واحدة في ذاك اليوم وكيف يكون تحرير ولم يوجد خصمان يتقاتلان وكيف يكون تحرير ومن أدعى التحرير كان نائما ً ليلا ً ولم يعلم بأمر التحرير إلا في اليوم التالي ......

لقد استطاعوا دائما ً الكذب والتدجيل على اللبنانيين وعلى العرب وعلى المسلمين بإنتصارات مزيفة لم يبذلوا لها مجهود مضني فلم يكن الهدف لا تحرير لبنان ولا أستقلاله فإسرائيل حليفتهم وإسرائيل سبب وجودهم فإذا أنتهت إسرائيل أنتهوا هم أيضا ً ولن يقوموا بإنهاءها لآنه سيكون السبب الرئيسي لإنهائهم ......

لم أخدع يوما ً ولن أخدع بهذا الحزب الشيطاني الذي اجتاح بيروت العاصمة العربية النابضة بكل عنجهية وكفر لآنه لا يستطيع أن يغزو أو يجتاح تل أبيب وهو عاجز عن ذلك فقد اجتاح وغزا بيروت .


إنه أنسحاب إسرائيلي لمصالح داخلية وليس تحرير ومن يقل بأنه تحرير فليضرب نفسه بعصاة كبيرة لعلها توقظه من غباءه المستفحل .

ليست هناك تعليقات: